كتب -
ما هو زلال البول؟
- يطلق عارض الزلال البولي على حالة فقد البروتينات في البول والبروتين الرئيسي الذي يمكن أن يكون في هذه الحالات متواجد بالبول هو الألبومين ، وتستطيع البروتينات أن تتسرب من الدم إلى البول في حالة وجود تلف بمرشحات الكلى والتي تسمى كبيبات الكلى.
ولكن ما هى البروتينات ؟
- البروتينات هي مركبات عضوية معقّدة التركيب ذات وزن جزيئي عالٍ وتتكون من أحماض أمينية ترتبط مع بعضها بواسطة روابط ببتيدية ، وتتواجد البروتينات في كل جزء من أجزاء الجسم من عضلات وعظام وجلد وأظافر وشعر ، كما أن بروتينات الدم تقوم بعدة وظائف منها حماية الجسم من العدوى والمساعدة في تجلط الدم والمحافظة على كمية السوائل الموجودة بالدورة الدموية ، وعندما يمر الدم بالكليتين عند الشخص السليم فإنه يترك عوادم الجسم و فضلاته ويحتفظ بما يحتاجه الجسم من مواد هامة ومنها البروتينات حيث أن معظم جزيئات البروتينات يكون حجمها كبير ولا تستطيع المرور من خلال مرشحات الكلى إلى البول إلا في حالة وجود تلف بالكلى.
ما هو الضرر الناتج عن زلال البول؟
- نزول البروتين بالبول سام للكلى ، والإجماع الطبي في هذا الشأن أن التقليل من البروتين المفقود بالبول من خلال العلاج يعتبر ضروري لحماية الكلى.
- كما أن فقدان البروتين بالبول مؤشر يدل على حدوث ضرر لبطانة الأوعية الدموية وهذا يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ما هى أنواع زلال البول؟
هناك نوعين من زلال البول هما:
- زلال البول المؤقت ، والذي ينتشر بشكل كبير بين الناس، ويظهر عند القيام بالفحص الأول ويختفي بعد ذلك ، ويعدّ هذا النوع من الزلال غير خطير ولا يحتاج إلى علاج وفحوصات لأنه يختفي وحده، وقد يكون سببه إرتفاع درجة حرارة الجسم مهما كان المسبب وعند ممارسة التمارين الرياضية.
- زلال البول المزمن والمستمر ، ويعد هذا النوع من زلال البول خطير مقارنة مع النوع السابق ، ويحتاج إلى القيام بفحوصات طبية مثل فحص البول وفحص الكلى عن طريق الأشعة التلفزيونية وبعض الفحوصات الآخرى التي قد تتطلب لمعرفة أسباب زلال البول ، وينتج هذا النوع من الزلال بسبب وجود أمراض في الكلى مثل تأثير مرض إرتفاع ضغط الدم ومرض السكر على الكلى ، وقد ينتج عن إلتهابات مزمنة في الكبد بأنواعها ، ويتطلّب فحص هذا النوع من زلال البول أخذ عينات من الكلية والقيام بالمتابعة الدورية للمريض من قِبل الطبيب.
ما هى أسباب زلال البول؟
- الأمراض التي تصيب نسيج الكلى مثل التي تسبب المتلازمة الكلوية (Nephrotic syndrome).
- مقدمات تسمم الحمل أو تسمم الحمل الفعلي.
- بعض الأمراض المناعية مثل الذئبة الحمراء.
- الإصابة بداء السكري.
- إرتفاع ضغط الدم.
- الإصابة بفيروسات الكبد (B و C).
ما هى أعراض وعلامات فقدان البروتين في البول؟
- وجود كمية كبيرة من البروتين بالبول يجعل البول ذو رغوة.
- تجمع السوائل الزائدة بأنسجة الجسم ويعود ذلك الى أن نقص البروتين بالدم بسبب فقدانه بالبول وهذا يقلل من عمله كقطعة الإسفنج التي تمسك بالسوائل الزائدة عن أنسجة الجسم فيحدث تورم باليدين والقدمين والوجه وتحت العينين و البطن.
- ومن الأعراض الأخرى: زيادة الوزن وفقدان الشهية وإرتفاع ضغط الدم ونقص كمية البول ، كما يكون المريض عرضة للإلتهابات الجرثومية الحادة في الجسم نتيجة ضعف مناعته.
وهنا تجب الإشارة إلى أن الأعراض السابقة قد تكون عند فقدان كمية كبيرة من البروتين في البول ، ولكن من ناحية اخرى قد يحدث فقدان للبروتين دون أعراض ظاهرة ، ولذلك تكون التحاليل هي المؤشر لوجود البروتين بالبول من عدمه.
ما هى التحاليل والفحوص لتحديد فقدان البروتين في البول؟
- من أبسط الوسائل التي يتم الكشف بها عن البروتين في البول هو إستخدام شرائط تحليل البول اللونية الكاشفة التي تحتوي على صبغة بروموفينول الزرقاء ، والتي يتغير لونها عند غمسها بالبول ، و تستطيع معظم أنواع هذه الأشرطة قياس البروتين عندما يزيد معدل خروجه من الجسم مع البول عن 300 مليجرام من البروتين في اليوم وهو ما يسمى بالماكروألبومينوريا أما الكمية الأقل من ذلك فتسمى ميكروألبومينوريا ، ويوجد حاليا أنواع من الأشرطة تستطيع الكشف عن الكميات القليلة هذه.
- كما يجب عمل التحاليل المخبرية التي تحدد كمية البروتين الموجودة بالبول وخاصة للمرضى المعرضين للإصابة بأمراض الكلى مثل مرضى السكري وذلك عن طريق جمع البول لمدة 24 ساعة في حافظة خاصة تسلم للمختبر اليوم التالي لغرض التحليل. ويتم تشخيص الإصابة بالزلال البولي المزمن إذا كانت نسبة الزلال 30-300 مليجرام في كمية بول لمدة 24 ساعة ، كما يمكن تحديد نسبة البروتين إلى الكرياتنين (protein-to-creatinine) أو نسبة الألبومين إلى الكرياتنين (albumin-to-creatinine ratio) بنفس التحليل.
ماذا أفعل فى حالة وجود زلال بالبول؟
- وفى حالة وجود نسبة عالية من البروتين بالبول يجب إعادة التحليل بعد أسبوعين ، وفى حالة تكرار وجوده بنسبة عالية أيضا فإن ذلك يكون مؤشر لوجود فقدان مستمر للبروتين بالبول وفي هذه الحالة يجب الإستمرار في عمل فحوص آخرى لتقييم وظائف الكلى كما تجرى تحاليل لتحديد نسبة اليوريا والكرياتنين بالدم لمعرفة قدرة الكلى على التخلص من فضلات الجسم ، وقد يحتاج الطبيب المعالج لأخذ عينة من نسيج الكلية لدراستها لتحديد سبب الزلال البولي.
ما هو علاج زلال البول؟
من الأهمية تحديد المسبب الرئيسي للزلال البولي وعلاجه أو حتى التحكم فيه إن كان العلاج متعذر وذلك لحماية الكلية والمحافظة على وظائفها ، ومن النقاط المهمة في هذا الجانب:
- إستخدام مستحضرات الإسترويد مثل الكورتيزون ومثبطات المناعة مثل السايكلوسبورين تحت الإشراف الطبي الكامل عندما يكون السبب هو المتلازمة الكلوية المذكورة سابقا.
- يجب ضبط مستوى السكر في الدم عند مرضى السكرى ومتابعة قياسه وإتباع نظام غذائي صحي وممارسة قدر من الرياضة وأخذ العلاج المناسب لهم ، وفي العادة فإن المرضى الذين يعانون من السكري وإرتفاع الضغط معا يصف لهم الطبيب.
بقلم: د/ شيماء حسن العطار
مدرس واستشاري أمراض الكلى - كلية الطب جامعة طنطا