01094370412 - 0403272988

بكتيريا الأمعاء ودورها في صحتك "3"

الأحد 28 أبريل 2019 12:56 م
أ.د/ خالد زغلول درويش

العلاقة بين بكتريا الأمعاء أو ما يسمى بالميكروبيوم والأمراض

لاتزال الدراسات حديثة جدا ومبكرة على أن تكشف ما إذا كانت بعض أنواع بكتيريا الأمعاء قد تسبب المرض أو إذا كان المرض هو ما يؤدى إلى ظهور بعض أنواع البكتيريا فى الأمعاء، أو أن العلاقة شيء آخر تماما، ففي الوقت الحالي، فقط يربط العلماء بين التكوين البكتيري فى الأمعاء ووجود بعض الأمراض.

وبغض النظر عما إذا كانت العلاقة هى سبب أو نتيجة بمعنى أن البكتريا تؤدى إلى حدوث المرض أم أن المرض يغير تكوين بكتريا الأمعاء لصالح نوعيات معينة، فإن النظر إلى بكتيريا الأمعاء يمكن أن يصبح وسيلة لتشخيص أمراض معينة في وقت مبكر وبصورة أدق.

وأظهرت الأبحاث ارتباطًا بين نوعية بكتريا الأمعاء وسرطان القولون ومرض كرون والتهاب القولون التقرحي ومرض السكري والسمنة.

في حين أن هذه الأمراض قد تبدو أكثر إرتباطًا بالأمعاء أو الهضم وتمثيل الغذاء, فقد تم ربط بكتيريا الأمعاء بأمراض في جميع أنحاء الجسم بعيدا عن الجهاز الهضمي.

وبعض البكتريا يمكن أن تقوي جهاز المناعة، في حين أن البعض الآخر يمكن أن يعزز الالتهاب ويهيج جهاز المناعة وهو سبب أصيل لأمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي وكذلك العديد من الأمراض فى الجلد والرئتين والمفاصل والأنسجة الأخرى, تحدث بسبب الالتهاب. ويمكن أن يؤدي الاختلال البكتيري فى الأمعاء إلى إحداث إلتهاب مما يؤدي إلى الإصابة بالمرض.

وقد أظهرت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي قبل بدء العلاج، لديهم بالفعل المزيد من البكتيريا المحفزة للالتهاب في أمعائهم والقليل من البكتيريا المفيدة مقارنة بنظرائهم الأصحاء.

وكشف الباحثون أيضا عن وجود صلات بين البكتيريا المعوية والقلق، والإكتئاب، والوسواس القهري، والتوحد، ومرض الزهايمر، يعتقد أن هذا الارتباط يعود إلى قدرة البكتيريا المعوية على صنع جزيئات صغيرة يمكن أن تصل إلى الدماغ وتؤثر على طريقة عمله.

بقلم: أ.د/ خالد زغلول درويش

أستاذ الجهاز الهضمي والكبد والمناظير - زميل جامعة سنسناتي الأمريكية