01094370412 - 0403272988

مرض الساركويد (Sarcoidosis)

الخميس 17 أكتوبر 2019 01:50 م
مرض الساركويد

الساركويد هو مرض يتسم بنمو مجموعات صغيرة من الخلايا الإلتهابية (الورم الحبيبي) في أي جزء من الجسم وغالبا ما تشمل الأعضاء الأكثر إصابة الرئتين والغدد الليمفاوية ، لكنه يمكن أيضاً أن يؤثرعلى العينين والجلد والقلب والأعضاء الأخرى. 

  • لا يعرف حتى الأن سبب الإصابة بمرض الساركويد ، لكن الخبراء يعتقدون أنه ناتج عن استجابة الجهاز المناعي للجسم لمادة غير معروفة. كما تشير بعض الأبحاث إلى أن العوامل المعدية والمواد الكيميائية والغبار ورد الفعل غير الطبيعي المحتمل ضد بعض بروتينات الجسم (البروتينات الذاتية) يمكن أن تكون مسؤولة عن تكوين الورم الحبيبي في الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي. 
  • لا يوجد علاج لمرض الساركويد ، لكن معظم المرضى يستطيعون ممارسة حياتهم بصورة جيدة وطبيعية دون علاج أو بعلاج بسيط فقط. وفي بعض الحالات قد يتعافى الساركويد من تلقاء نفسه. وفي حالات أخرى قد يستمر الساركويد لعدة سنوات وقد يتسبب في تلف الأعضاء.

الأعراض:

تختلف علامات وأعراض الساركويد تبعا للأعضاء التي تتأثر. فقد يتطور الساركويد أحياناً وينتج عنه أعراض تستمر لسنوات ً تدريجيا وفي أحيان أخرى ، تظهر الأعراض فجأة ثم تختفي بنفس السرعة. وعلى الجانب الأخر فإن العديد من الأشخاص المصابين بمرض الساركويد ليس لديهم أعراض ، لذلك قد لا يتم اكتشاف المرض إلا عند إجراء الأشعة السينية على الصدر لسبب آخر. 
 يمكن أن يبدأ الساركويد بهذه الأعراض العامة مثل:

  • إعياء.
  • تضخم الغدد الليمفاوية.
  • فقدان الوزن.
  • ألم وتورم في المفاصل ، مثل الكاحلين.

 أعراض الرئة  غالباً ما يؤثر الساركويد على الرئتين وقد يسبب مشاكل في الرئة ، مثل: 

  • السعال الجاف المستمر.
  •  ضيق في التنفس.
  • الصفير.
  • ألم في الصدر.

أعراض الجلد حيث أنه قد يسبب مشاكل في الجلد ، والتي قد تشمل: 

  • طفح أحمر اللون أوأرجواني محمر ، وعادة ما يصيب السيقان أو الكاحلين ، والتي قد تكون دافئة ومؤلمة عند لمسها. 
  • جروح وندبات مشوهة للأنف والخدين والأذنين.
  • تغير في لون الجلد حيث تصبح بعض المناطق أفتح أو أغمق من اللون الطبيعي.
  •  نمو الأنسجة تحت الجلد(العقيدات) خاصة حول الندبات أو الوشم.

أعراض العين حيث يمكن للساركويد أن يؤثر على العيون دون التسبب في أي أعراض ، لذلك من المهم أن يتم فحص عيني المريض بانتظام. وعندما تحدث علامات وأعراض العين ، فقد تشمل: 

  • عدم وضوح الرؤية.
  • ألم في العين.  
  • حرقان ، حكة أو جفاف العينين.
  • احمرار شديد. 
  • حساسية للضوء.  

أعراض القلب قد تشمل العلامات والأعراض المرتبطة بمرض الساركويد القلبي ما يلي: 

  • ألم في الصدر.
  • ضيق التنفس.
  • إغماء.
  • إعياء. 
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • ضربات القلب السريعة أو الخفقان.
  • تورم بسبب السوائل الزائدة. 

يمكن أن يؤثر الساركويد أيضاً على مستوى الكالسيوم أو الجهاز العصبي أو الكبد أو الطحال أو العضلات أو العظام أو المفاصل أو الكليتين أو العقد اللمفاوية أو أي عضو آخر. 


الأسباب:

  • حتى يومنا هذا لم يحديد سبب دقيق للساركويد. ومما يبدو أن بعض الأشخاص لديهم استعداد وراثي للإصابة بالمرض ، والذي قد ينجم عن البكتيريا أو الفيروسات أو الغبار أو المواد الكيميائية. 
  • وينتج عن ذلك رد فعل مفرط في جهاز المناعة ، وتبدأ الخلايا المناعية في التجمع في نمط من الالتهاب يسمى الورم الحبيبي. وعندما يتراكم الورم الحبيبي في عضو ما فإنه يؤثر سلباً على وظيفته. 

عوامل الخطر:

بينما يمكن لأي شخص أن يصاب بمرض الساركويد ، إلا أن العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة به تشمل: 

  1. العمر والجنس ، يمكن أن يحدث الساركويد في أي عمر ، ولكن يحدث في كثير من الأحيان بين 20 - 60  سنة. وغالباً ما تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بالمرض.  
  2. العرق ، الأشخاص من أصل أفريقي أو شمال أوروبا لديهم معدل مرتفع للإصابة بمرض الساركويد. 
  3. تاريخ العائلة ، حيث يزداد خطر الإصابة في حال إصابة أحد أفراد العائلة بالمرض. 

 المضاعفات:

في بعض الأحيان يسبب الساركويد مشاكل طويلة الأجل وعلى سبيل المثال ما يلي: 

  1. الرئتين ، الساركويد الرئوي غير المعالج يمكن أن يؤدي إلى تندب دائم في الرئة (التليف الرئوي) ، مما يؤدي إلى صعوبة التنفس وأحياناً يسبب ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
  2. العينين ، يمكن أن يؤثر الالتهاب على أي جزء من العين تقريباً وقد يتسبب في تلف الشبكية ، مما قد يؤدي في النهاية إلى العمى. نادرا ، يمكن أن يسبب الساركويد أيضا إعتام عدسة العين والمياة الزرقاء (الجلوكوما).
  3. الكلى ، يمكن أن يؤثر الساركويد على كيفية تعامل الجسم مع الكالسيوم ، مما قد يؤدي إلى حصوات الكلى مما يؤثر على وظائف الكلى. ونادراً ما يؤدي إلى الفشل الكلوي. 
  4. القلب ، ينتج الساركويد القلبي عن تراكم الورم الحبيبي في القلب والذي يمكن أن يعطل إيقاع القلب وتدفق الدم ووظيفة القلب الطبيعية. وفي حالات نادرة ، قد يؤدي هذا إلى الموت.
  5.  الجهاز العصبي ، يعاني عدد صغير من الأشخاص المصابين بمرض الساركويد من مشاكل تتعلق بالجهاز العصبي المركزي عندما يتشكل الورم الحبيبي في المخ والحبل الشوكي.  

 التشخيص:

قد يصعب تشخيص الساركويد لأن المرض غالباً ما ينتج عنه علامات وأعراض قليلة في مراحله المبكرة. وعندما تحدث الأعراض ، فإنها قد تحاكي أعراض الاضطرابات الأخرى. 

يمكن أن تساعد الاختبارات التشخيصية في استبعاد الاضطرابات الأخرى وتحديد أجهزة الجسم التي قد تتأثر بمرض الساركويد والتي تشمل: 

  1. اختبارات الدم والبول لتقييم الصحة العامة ومدى عمل الكليتين والكبد.
  2. تصوير الصدر بالأشعة السينية لفحص الرئة والقلب.   
  3. الأشعة المقطعية للصدر لفحص الرئة (CT).
  4. اختبارات وظائف الرئة لقياس حجم الرئة وكمية الأكسجين التي توصلها الرئة إلى الدم.
  5. رسم القلب الكهربائي ( EKG أو ECG)  لاكتشاف مشاكل القلب ومراقبة حالة القلب.
  6. فحص العين للتحقق من وجود مشاكل في الرؤية قد تكون ناجمة عن الساركويد. PET
  7. التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني ( PET CT)  أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) إذا بدا أن الساركويد يصيب القلب أو الجهاز العصبي المركزي كما يمكن إضافة اختبارات أخرى إذا لزم الأمر. 
  8. فحص عينات الأعضاء المصابة: قد يطلب الطبيب أخذ عينة صغيرة من الأنسجة التي  يعتقد إصابتها بمرض الساركويد للبحث عن الورم الحبيبي الذي يشيع ظهوره في هذه الحالة. على سبيل المثال ، يمكن أخذ عينات من الجلد إذا وجدت غصابات بالجلد ومن الرئتين والغدد الليمفاوية إذا لزم الأمر.

العلاج:

  • لا يوجد علاج لمرض الساركويد ، ولكن في كثير من الحالات ، يختفي من تلقاء نفسه.
  • وقد لا يحتاج المريض إلى العلاج إذا لم تكن هناك أعراض أو مع وجودأعراض خفيفة ، ستحدد شدة ومدى الإصابة ما إذا كان العلاج مطلوباً وما نوع العلاج المطلوب. 

الأدوية

إذا كانت الأعراض شديدة أو وظيفة العضو المصاب مهددة ، فمن المحتمل أن تتم المعالجة بالأدوية. قد تشمل هذه الأدوية: 

  • الكورتيزون. هذه الأدوية القوية المضادة  للالتهابات عادة ما تكون الخط الأول لعلاج الساركويد. في بعض الحالات ، يمكن تطبيق الستيرويدات الموضعية مباشرة على المنطقة المصابة عن طريق كريم للجلد أو قطرات للعينين.
  • الأدوية المثبطة للجهاز المناعي. مثل الميثوتريكسيت والأزاثيوبرين والتي تقلل الالتهاب عن طريق تثبيط الجهاز المناعي.
  • هيدروكسي كلوروكين والذي قد يحسن من الإصابات الجلدية ومستويات الكالسيوم المرتفعة في الدم.
  • مثبطات عامل نخر الورم ، هذه الأدوية تستخدم عادةً لعلاج الالتهابات المرتبطة بالتهاب المفاصل الروماتويدي. يمكن أن تستخدم في علاج الساركويد الذي لم يستجيب للعلاجات الأخرى. كما يمكن استخدام أدوية أخرى لعلاج أعراض أو مضاعفات محددة. 

علاجات أخرى: 

  • قد يوصى  باستخدام علاجات أخرى بناءً على الأعراض أو المضاعفات. على سبيل المثال ، قد يساعد العلاج الطبيعي على تقليل التعب وتحسين قوة العضلات ، وإعادة التأهيل الرئوي لتقليل أعراض الجهاز التنفسي ، أو جهاز تنظيم ضربات القلب المزروع أو مزيل الرجفان لاضطرابات القلب. 
  • تعتبر زيارة الطبيب بانتظام مهمة حتى في حال استقرار الحالة الصحية.  
  • سيقوم الطبيب بمراقبة الأعراض وتحديد فعالية العلاجات والتحقق من المضاعفات. وقد تشمل المتابعة على اختبارات منتظمة بناءً على وضع الحالة. على سبيل المثال ، قد يطلب من المريض عمل أشعة سينية منتظمة للصدر ، وفحوصات مخبرية وبول ، و رسم القلب ، واختبارات في الرئتين والعينين والجلد وأي عضو آخر معني. وقد تكون المتابعة مدى الحياة.
  • الجراحة يمكن النظر في عملية زرع الأعضاء إذا كان الساركويد قد أضر بشدة الرئتين أو القلب أو الكبد.

نمط الحياة والعلاجات المنزلية: 
بالإضافة إلى العلاج ، يمكن لنصائح الرعاية الذاتية هذه تحسين الحالة العامة للمريض: 

  • تناول الدواء كما هو موصوف ، حتى لو بدأت الأعراض بالتحسن ، فلا ينبغي التوقف عن تناول الدواء دون الرجوع للطبيب مع الإلتزام بزيارات المتابعة.
  • اتخاذ خيارات نمط حياة صحي ، يمكن أن تشمل هذه اتباع نظام غذائي صحي ، والحفاظ على وزن صحي ، والتعامل مع الإجهاد والحصول على قسط كاف من النوم.
  • المشاركة في النشاط البدني بانتظام ، وممارسة التمارين البدنية بانتظام يمكن أن تحسن الحالة المزاجية ، وتقوي العضلات وتساعد في تقليل التعب الذي قد يتداخل مع الأنشطة اليومية.
  • التعامل والدعم ، على الرغم من أن الساركويد قد يزول من تلقاء نفسه ، إلا أن حياة بعض الأشخاص قد تتغير إلى الأبد بسبب المرض. وقد تفيد المشاركة في مجموعة دعم الساركويد أو التحدث مع أخصائي نفسي.