النوم الغير منتظم وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب 

توصلت دراسة جديدة إلى أن النوم غير المنتظم ، مثل النوم لعدد ساعات غير منتظم كل ليلة أو النوم في أوقات مختلفة ، قد يزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين بين البالغين فوق سن 45 عاما.

وعلى وجه الخصوص ، فقد كان الاختلاف في مدة النوم لأكثر من ساعتين في الليلة في نفس الأسبوع مرتبطًا بصورة أكبر بتطور تصلب الشرايين.

يقول مؤلف الدراسة Kelsie Full ، الحاصل على درجة الدكتوراه ، والأستاذ المساعد للطب في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت: "يرتبط قلة النوم بالعديد من أمراض القلب والأوعية الدموية ، بما في ذلك أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري من النوع الثاني". وبشكل عام ، وجدنا أن المشاركين الذين ينامون لساعات متفاوتة على مدار الأسبوع (بمعنى أنه في نفس الأسبوع ليلة ينامون فيها أقل ، وليلة أخرى ينامون فيها أكثر) كانوا أكثر عرضة للإصابة بتصلب الشرايين من المشاركين الذين ناموا نفس القدر من الوقت كل ليلة" وقد نُشرت النتائج في مجلة جمعية القلب الأمريكية.

تصلب الشرايين هو تراكم الرواسب الدهنية على جدران الشرايين ، مما يؤدي إلى ضيق الشرايين وانخفاض تدفق الدم والأكسجين في الجسم. يمكن أن تنفجر الترسبات الدهنية على جدران الشرايين أيضًا وتخلق جلطة دموية تسد الشريان ، مما قد يؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية.

ولفحص علاقة أمراض القلب مع النوم ، قام مؤلفوا هذه الدراسة بفحص بيانات الملاحظة من أكثر من 2000 مشارك في دراسة متعددة الأعراق لتصلب الشرايين (MESA). شملت الدراسة البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و 84 عاما في ستة مناطق أمريكية: سانت بول ، مينيسوتا ؛ مدينة بالتيمور ومقاطعة بالتيمور ، ماريلاند ؛ شيكاغو؛ مقاطعة فورسيث ، نورث كارولاينا ؛ مقاطعة لوس أنجلوس ، كاليفورنيا ؛ وشمال مانهاتن وبرونكس ، نيويورك.

بين عامي 2010 و 2013 ، ارتدى الأشخاص في الدراسة جهاز حول المعصم بصورة مستمرة أثناء الاستيقاظ والنوم لمدة 7 أيام متتالية ، مع تسجيل يومي لأوقات النوم خلال اليوم وليلا لمدة 7 أيام. كما أكملوا دراسة نوم ليلة واحدة لقياس اضطرابات النوم والتي تشمل اضطرابات التنفس و اضطرابات مراحل النوم واضطرابات معدل ضربات القلب.

وقد بحث فريق الدراسة عن مدة النوم ، أو إجمالي الوقت الذي يقضيه الشخص في النوم بشكل كامل في الليل ، وتوقيت النوم ، والذي تم تعريفه على أنه الوقت الذي ينام فيه الشخص كل ليلة. كما قاموا بقياس وجود الترسبات الدهنية في الشرايين من خلال تقييم الكالسيوم في الشريان التاجي (أو تراكم الترسبات المتكلسة في الشرايين) ، أو تراكم الترسبات الدهنية في شرايين العنق ، وسمك الطبقة الداخلية في شرايين العنق ومؤشر الكاحل والعضد، وكلها تشير إلى وجود تصلب الشرايين.

خلال فترة السبعة أيام وجد أن حوالي 38 ? من المشاركين كانت مدة نومهم تتغير لأكثر من 90 دقيقة ، بينما وجد أن 18 ? تغيرت مدة نومهم لأكثر من 120 دقيقة. كما وجد أن معظم من كانوا ينامون نوم غير منتظم كانوا من غير البيض ، ومدخنين حاليين ، ولديهم متوسط دخل سنوي أقل ، ويعملون بوظائف غير منتظمة أو لا يعملون ، ومصابون بالسمنة ولديهم متوسط مؤشر كتلة جسم أعلى.

وأسفرت نتائج الدراسة عن أن المشاركين الذين عانوا من فترات نوم غير منتظمة ، متفاوتة بأكثر من ساعتين في الأسبوع ، كانوا أعلى في نسبة وجود الكالسيوم في الشريان التاجي بنسبة 1.4% مقارنة بأولئك الذين لديهم فترات نوم أكثر انتظامًا وتفاوتت بـ 60 دقيقة أو أقل.  كما كانوا أكثر عرضة للإصابة بالترسبات الدهنية في شرايين الرقبة ومؤشر الكاحل والعضد غير الطبيعي.

أولئك الذين لديهم أوقات نوم غير منتظمة (التي تباينت بأكثر من 90 دقيقة في الأسبوع) كانوا أيضًا أكثر عرضة بنسبة 1.43 مرة للإصابة بارتفاع الكالسيوم في الشريان التاجي مقارنة بأولئك الذين لديهم أوقات نوم أكثر انتظامًا (والتي تراوحت بمقدار 30 دقيقة أو أقل).

كما علق أحد الباحثين: "كانت المفاجأة الأكبر بالنسبة لي أن 30? من المشاركين في الدراسة حصلوا على أوقات نوم إجمالية متغايرة بأكثر من 90 دقيقة على مدار الأسبوع"، هذا يتفق مع الدراسات السابقة التي تشير إلى أن نسبة كبيرة من عامة الناس لديهم أنماط نوم غير منتظمة ، وليس فقط عمال المناوبة.

كتب مؤلفو الدراسة أن هناك حاجة إلى دراسات إضافية لفهم الآليات. كما أن اختلاف فترات الليل من وقت لآخر يمكن أن يؤدي الى التباين في مدة النوم وتوقيته بالإضافة إلى عدم التزامن في توقيت النوم والاستيقاظ واضطراب الساعة البيولوجية.

كما يقول مايكل غراندينر ، دكتوراه وأستاذ مساعد في الطب النفسي ومدير برنامج أبحاث النوم والصحة في كلية الطب بجامعة أريزونا: "النوم ظاهرة متكررة بشكل طبيعي ، والحفاظ على انتظام النوم يساعد بصورة كبيرة على توفير الاستقرار والراحة للجسم".

كما أضاف: "عندما يكون لدى الناس جداول نوم غير منتظمة للغاية ، فقد يصبح من الصعب على الجسم الاستفادة المثلى من النوم الذي يحصل عليه".

غراندنر ، الذي لم يشارك في هذه الدراسة ، أجرى أبحاثًا حول عدم انتظام النوم والارتباطات بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسمنة والعديد من النتائج السلبية الأخرى.

وأهم استنتاج له أن "صحة النوم هي أكثر من مجرد الحصول على قسط كافٍ من النوم وهذا يعني أيضًا الحصول على نوم جيد ، في الوقت المناسب ، بانتظام".

مع تمنياتنا لكم بنوم هادئ وعميق.