01094370412 - 0403272988

الوقاية من أمراض المناعة الذاتية: نتائج جديدة حول فيتامين (د) ومكملات أوميجا (3)

الخميس 15 فبراير 2024 06:10 م
أمراض المناعة الذاتية

الوقاية من أمراض المناعة الذاتية: نتائج جديدة حول فيتامين (د) ومكملات أوميجا (3)

  • بعد عامين من نهاية تجربة عشوائية (نوع جيد من الدراسات) أظهرت فائدة تناول مكملات فيتامين (د) وأحماض أوميجا (3) الدهنية يوميًا لتقليل خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، يبدو أن التأثيرات المفيدة لفيتامين (د) يوميًا تضاءلت بعد أن تم إيقاف العقار، بينما استمرت الحماية من أحماض أوميجا (3) الدهنية لمدة عامين إضافيين على الأقل.
  • وكما ورد سابقًا، أظهرت الدراسة VITAL، والتي تم تصميمها في المقام الأول لدراسة آثار مكملات فيتامين (د) وأحماض  أوميجا (3) على حالات السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، أيضًا أن 5 سنوات من مكملات فيتامين (د) ارتبطت بانخفاض خطر الإصابة بالسرطان وأمراض المناعة الذاتية المؤكدة بنسبة 22%، وارتبط تناول مكملات أحماض أوميجا (3) لمدة 5 سنوات بانخفاض في أمراض المناعة الذاتية المؤكدة والمحتملة بنسبة 18%.
  • وحديثا، أفاد الباحثون" كارين إتش. كوستنبادر"، الحاصل على دكتوراه في الطب من مستشفى بريجهام والنساء في بوسطن، جامعة ماساتشوستس، وزملاؤه أنه من بين 21592 مشاركًا في VITAL الذين وافقوا على متابعتهم لمدة عامين إضافيين بعد التوقف، لم تكن الحماية ضد أمراض المناعة الذاتية من فيتامين (د) اليومي (كوليكالسيفيرول؛ 2000 وحدة دولية/يوم) ذو دلالة إحصائية، ولكن فوائد أحماض أوميجا (3) الدهنية البحرية اليومية (1جم/يوم في شكل كبسولة زيت السمك تحتوي على 460 ملغ من حمض إيكوسابنتاينويك و380 ملغ من حمض دوكوساهيكسانويك) ظلت كبيرة. وتشير نتائج هذه الدراسة إلى أنه ينبغي إعطاء مكملات فيتامين (د) بشكل مستمر للوقاية على المدى الطويل من أمراض المناعة الذاتية. وعلى العكس، فإن التأثيرات المفيدة لأحماض أوميجا (3) الدهنية، قد تطول لمدة عامين على الأقل بعد التوقف، وذكر ذاك في مقال نشر يناير الماضى في دورية التهاب المفاصل وأمراض الروماتيزم.
  • وذكر الباحثون إن نتائج الدراسة تشير إلى أن فوائد فيتامين (د) "تتلاشى بسرعة أكبر، ويجب أن يستمر تناوله لفترة أطول من الزمن أو إلى أجل غير مسمى، وليس لمدة 5 سنوات فقط" للحصول على وقاية دائمة.
  • وبالإضافة إلى التباين في مدة التأثير الوقائي، رأى الباحثون أيضًا اختلافات في التأثيرات عبر أمراض المناعة الذاتية المختلفة: فيبدو أن التأثير الوقائي لفيتامين (د) هو الأقوى بالنسبة للصدفية، بينما بالنسبة لأحماض أوميجا (3) كانت التأثيرات الوقائية أقوى بالنسبة لالتهاب المفاصل الروماتويدي ومرض التهاب الأمعاء.

تأثيرات مختلطة

  • في مقابلة مع Medscape Medical News، قالت جانيت فونك، الحاصلة على دكتوراه في الطب، نائب رئيس الأبحاث في قسم الطب وأستاذ في كلية علوم التغذية والعافية في جامعة أريزونا، التي لم تشارك في الدراسة إن النتائج تشير إلى أنه على الرغم من أن كل مكمل قد يوفر الحماية ضد أمراض المناعة الذاتية، إلا أن التأثيرات غير متناسقة وقد لا تنطبق على جميع المرضى." فهى تعتقد أن نتائج تمديد الدراسة السابق ذكرها تشير إلى أن أي من المكملات (أو كليهما معًا) قد يكون له فوائد في تقليل خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، بما في ذلك التأثيرات المستمرة المحتملة بعد العلاج، ولكن هذه التأثيرات تكون دقيقة {على سبيل المثال "فقط في الوزن الطبيعي بعد تناول فيتامين (د)"} وربما لا تكون موحدة في جميع أمراض المناعة الذاتية {بما في ذلك الآثار الضارة المحتملة للبعض، على سبيل المثال "الارتباط العكسي بين أوميجا (3) والصدفية وأيضا الميل إلى زيادة أمراض الغدة الدرقية المناعية الذاتية مع فيتامين (د)"}، على الرغم من أن الدراسة لم تقدم الدعم بما يكفي لاستخلاص استنتاجات محددة.
  • وفي مقال افتتاحي مصاحب للدراسة، كتب جويل إم كريمر، طبيب الروماتيزم، كلية ألباني الطبية ومؤسسة أبحاث كورونا في ديلراي بيتش، فلوريدا، أن "الدراسات التي أجراها كوستنبادر وآخرون ألقت ضوءًا جديدًا على احتمال أن المكملات الغذائية من أحماض أوميجا (3) قد تمنع ظهور أمراض المناعة الذاتية. وأن الفوائد المستدامة التي يصفونها لمدة تصل إلى عامين بعد التوقف عن المكملات تتوافق مع الأثر المزمن لأنواع من الأحماض الدهنية في البلازما الخلوية الأغشية حيث تكون بمثابة ركائز لمجموعة متنوعة من المسارات الأيضية والالتهابية البارزة".
  • وقد قرر الباحثون فى نهاية الدراسة بأنها كانت محدودة باستخدام جرعات مخصصة للوقاية من السرطان أو أمراض القلب والأوعية الدموية، وأن الجرعات الأعلى المخصصة للمجموعات السكانية المعرضة لخطر الإصابة أو التي تعاني من نقص التغذية قد تكشف عن تأثيرات أكبر للمكملات. بالإضافة إلى ذلك، لاحظوا صعوبة تحديد توقيت وبداية ظهور المرض، وأن العدد الصغير من الحالات التي حدثت خلال فترة المراقبة البالغة عامين حالت دون إجراء تحليلات مفصلة لأمراض المناعة الذاتية الفردية.

 

بقلم: أ.د/ خالد زغلول درويش 

أستاذ الأمراض الباطنة والجهاز الهضمي والكبد والمناظير- زميل جامعة سنسناتي الأمريكية