دهون الكبد أو الكبد الدهني...
- تعتبر الدهون على الكبد أو الكبد الدهنى جزء مما يعرف بمتلازمة زيادة مقاومة الأنسولين أو المتلازمة الأيضية والتى قد تشمل أعراض آخرى مثل السمنة وسكرى النوع الثانى وإرتفاع ضغط الدم وزيادة الدهون بالدم وبالأخص الدهون الثلاثية وقد تتطور لمضاعفات مثل تصلب الشرايين المختلفة وأمراض الكلى والقلب.
- وقد تتتابع هذه الأعراض على شخص واحد أو تأتي فرادى.
- وينقسم عموما الكبد الدهنى أو الدهون على الكبد إلى أربع مجموعات حسب الحالة العامة لكل شخص:
- المجموعة الأولى: هم أشخاص أصحاء تم اكتشاف الكبد الدهنى فيهم ولا يعانوا من السمنة أو الوزن الزائد.
- المجموعة الثانية: أشخاص أصحاء لديهم كبد دهنى ويعانون من السمنة أو الوزن الزائد فقط.
- المجموعة الثالثة: أشخاص يعانون من الكبد الدهنى مع الوزن الزائد أو السمنة أو فرط السمنة ومع وجود موشرات آخرى تشير إلى زيادة معدل الخطورة للإصابة بأمراض القلب والشرايين وزيادة خطورة تتطور حالة الكبد إلى إلتهاب مزمن وتليف.
- المجموعة الرابعة: وهى تماثل الثالثة رغم عدم المعانة من وزن زائد.
- وتعكس الدهون على الكبد نمط حياة غير صحى ومجهد للجسم من عدة جوانب فمن ناحية هناك زيادة فى الدهون والزيوت فى الطعام وتناول المنتجات الحيوانية مثل اللحوم والبيض ومنتجات الالبان بكميات تفوق الاحتياجات الفعلية للجسم مع فقر النظام الغذائى وعدم احتوائة على كمية كافيه من الخضروات والبقوليات والفواكة وكذلك تناول الوجبات الجاهزة والأطعمة المحفوظة بكثرة ، ويصاحب ذلك فى الغالب نمط حياة قليل الحركة والنشاط مع شبة إنعدام المشى أو ممارسة الرياضة وتزداد الأمور سوء بالتدخين والإفراط فى تناول المنبهات أو المكيفات والإكثار من الأدوية والمكملات الغذائية ومستخلصات الأعشاب بدون ضرورة طبية معتبرة.
- تلك العوامل قد تجتمع أو تتفرق فى نفس الشخص لكن جميعها تؤدى إلى متلازمة زيادة مقاومة الأنسولين أو مايعرف بالمتلازمة الأيضية.
ماذا نفعل للتعامل مع دهون الكبد أو الكبد الدهنى:
دون الدخول فى متاهات التشخيص والفحوصات فيجب فى البداية أن نعلم أن دهون الكبد أو الكبد الدهنى هى علامة أو مؤشر لضرورة تغيير نمط الحياة من جوانب عدة والعناية أكثر بصحتنا.
- أولا إستشارة طبيب متخصص لمعرفة أين نقف من الأنواع الأربعة المذكورة سابقا. وإذا كنا نعانى من سكرى النوع الثانى أو إرتفاع ضغط الدم أو إضطراب الدهون بالدم أو أمراض القلب أو الكلى فيجب الأمتثال للعلاج الطبى المناسب.
- تناول مختلف جوانب نمط الحياة والعمل على تحسينه بالتدريج وقدر الاستطاعة لحين الوصول للنتائج المرغوبة:
- الغذاء دواء : فى المرتبة الأولى تعديل الغذاء يعنى صحة أفضل ، وزن أفضل ، مناعة أفضل ، والتقليل من زيادة مقاومة الأنسولين ، وبصفة عامة دون تفاصيل مجهدة كلما زاد تناولنا للأطعمة النباتية ونعنى بها الخضروات والبقوليات والحبوب والمكسرات والفواكة بأنواعها المختلفة والمتنوعة وبطرق اعداد بسيطة كلما زادت الفوائد الصحية وقلت أعباء الهضم والتمثيل الغذائى على الجسم ، ويلزم ذلك أيضا الإقلال من اللحوم والبيض ومنتجات الألبان وحتى الدواجن والأسماك لنسبة معقولة لا تتعدى 20% من حجم الوجبات ، والإعتماد قدر الإمكان على كمية قليلة من زيت الزيتون عالى الجودة أو الزيوت الآحادية الآخرى كزيت بذر الكتان أو زيت السمسم الداكن أو غيرها حسب المتاح والإبتعاد عن سائر الزيوت الآخرى والسمن النباتى قدر الإمكان.
- شرب كمية كافية من الماء والإستعانة بها عوضا عن المشروبات الآخرى قدر الإمكان وكلما قلت درجة الإصفرار فى لون البول دل ذلك على أن كمية الماء كافية.
- نمط حياة نشط والحد الأدنى مايوازى ثلاث ساعات مشى أسبوعيا مقسمة على مدار الأسبوع من خلال النشاط اليومى وفى حالة وجود ظروف صحية تحد من القدرة على المشى يجب مراجعة الطبيب المعالج أو أخصائى العلاج الطبيعى لمعرفة القدر المناسب والمعدل المسموح به من النشاط الجسدى الذى تسمح به الحالة الصحية. وممارسة النشاط الرياضى والحركة تساعد بفاعلية على تحسين مقاومة الجسم للأنسولين وزيادة اللياقة وتحسين الحالة النفسية بصرف النظر عن فقدان الوزن الزائد من عدمه. وأيضا الحركة والحياة النشيطة تساعد على التغلب على العادات الضارة مثل التدخين أو الإفراط فى تناول الطعام والجلوس لساعات طوال أمام التلفاز أو النت.
- الإقلاع عن التدخين بكافة صورة بما فيه مايعرف بالسجائر الإلكترونية والإفراط فى تعاطى المنبهات أو المكيفات.
- الحذر من تناول أى أدوية أو عقاقير ومنها المكملات الغذائية ومنتجات الأعشاب أو الوصفات الشعبية أو ماشابه والإقتصار على العلاجات المتعارف عليها طبيا فى أضيق الحدود الضرورية.
- كلمة أخيرة تغيير نمط الحياة بمختلف جوانبه حصاد مجهود متواصل ومتدرج ويحتاج للكثير من المثابرة والدعم والتشجيع والتغيرات الصغيرة المستمرة تأتى بنتائج كبيرة على المدى الطويل وما لا يدرك كله لا يترك جله.
بقلم: أ.د/ خالد زغلول درويش
أستاذ الجهاز الهضمي والكبد والمناظير - زميل جامعة سنسناتي الأمريكية