01094370412 - 0403272988

التهاب الكبد المناعي الذاتي

الأحد 27 سبتمبر 2020 04:27 م
التهاب الكبد المناعي الذاتي

 التهاب الكبد المناعي الذاتي 

  • التهاب الكبد هو مصطلح عام فهناك العديد من أشكال وأسباب التهاب الكبد (مثل الفيروسات وبعض الأدوية) ، بما في ذلك التهاب الكبد المناعي الذاتي.
  • في حالة التهاب الكبد المناعي الذاتي ، يهاجم الجهاز المناعي في الجسم خلايا الكبد مما يؤدي إلى التهاب الكبد.

أسباب التهاب الكبد المناعي الذاتي:

  • ليس من الواضح لماذا يحدث التهاب الكبد المناعي الذاتي ، ويشك الباحثون في وجود جانب وراثى فى بعض الناس يجعلهم أكثر عرضة للمرض وفى بعض الأحيان تؤدي الأدوية أو بعض أنواع العدوى إلى حدوث المرض.

أنواع التهاب الكبد المناعي الذاتي

هناك نوعان رئيسيان: 

  • النوع 1 : يمكن أن يصيب التهاب الكبد المناعي الذاتي من النوع 1 الأشخاص من أي عمر أو جنس.
  • النوع 2: التهاب الكبد المناعي الذاتي يصيب الفتيات والشابات في المقام الأول وهو أقل شيوعًا.

 وهناك أيضا أشكال نادرة من التهاب الكبد المناعي الذاتي (تسمى المتغيرات) وهذه الأنواع لديها ملامح كل من التهاب الكبد المناعي الذاتي وأمراض الكبد الأخرى (التهاب الكولانج الرئيسى أو التهاب الصفراوي الأولي والمعروف أيضا باسم تليف الكبد الصفراوي الابتدائي).

أعراض التهاب الكبد المناعي الذاتي

  • لا توجد أعراض لدى الكثير من مرضى التهاب الكبد المناعي الذاتي ، وغالبا ما يتم الكشف عن المرض مصادفة أثناء اجراء اختبارات معملية لسبب لا علاقة لها بالموضوع.
  • فى حالة حدوث أعراض غالبا ماتشمل التعب وفى بعض الأحيان تظهر أعراض إضافية مثل اليرقان (اصفرار الجلد أو العينين), الحكة , الطفح الجلدي ، آلام المفاصل ، عدم الراحة في البطن ، الغثيان ، القيء ، فقدان الشهية ، البول الداكن ولون البراز الشاحب أو الرمادي.
  • وفى المراحل المتأخره من المرض قد يتطور التهاب الكبد المناعي الذاتي إلى تليف الكبد . 

تشخيص المرض: يتم تشخيص التهاب الكبد المناعى الذاتى عن طريق اختبارات الدم وخزعة أو عينة الكبد ، يمكن أن تساعد الخزعة على تأكيد التشخيص وتحديد شدته مع استبعاد الأسباب الأخرى لأمراض الكبد. 

علاج التهاب الكبد المناعى الذاتى:

لا يحتاج جميع مرضى التهاب الكبد المناعي الذاتي للعلاج على الفور. ويستند قرار العلاج على التوازن بين شدة الأعراض ، وشدة المرض (استنادا إلى نتائج اختبارات الدم وخزعة الكبد) من ناحية والآثار الجانبية المحتملة للعلاج من ناحية أخرى.

 الأدوية:

  • يتم عادة علاج التهاب الكبد المناعي الذاتي أولا بجلوكورتيكويد (الستيرويدات أو مشتقات الكورتيزون) (مثل بريدنيزون) فهذه الأدوية تستطيع السيطرة على التهاب في الكبد ومنع مزيد من التندب والوصول لمرحلة التليف. العيب الرئيسي لهذه الأدوية هو الآثار الجانبية  مثل زيادة الوزن ، حب الشباب ، فقدان وهشاشة العظام ، ارتفاع مستويات السكر في الدم (يحتمل أن يؤدي إلى مرض السكري) ، زيادة خطر حدوث عدوى ، إعتام عدسة العين ، ارتفاع ضغط الدم ، واضطرابات المزاج والنوم.
  • يتم اختيارالمرضى التى تلزم حالتهم استخدام البريدنيزون لأجل طويل بعناية لتفادى هذه الآثار الجانبية ان لم يكن هناك احتياج فعلى للدواء ومع استخدام أقل جرعة ممكنة من بريدنيزون للسيطرة على المرض مع الاقلال من فرصة حدوث أثار جانبية.
  • هناك أدوية أخرى مثل أزاثيوبرين أو ميركبتابورين وأقل شيوعا الميثوتريكسات أو الميكوفينولات ، قد يتم استخدامها بالإضافة إلى البريدنيزون، والفائدة من إضافة دواء ثان هو للحد من جرعة أو التوقف عن استخدام البريدنيزون مما يساعد على تقليل آثاره الجانبية. 
  • بوديسونايد هو دواء آخر قد يستخدم بديلا عن بريدنيزون فى حالات معينة يستخدم على نحو متزايد في أوروبا. وينبغي أن يستخدم بوديسونايد في حالة عدم وجود تليف بالكبد فقط.
  • أدوية أزاثيوبرين أو ميركبتابورين يمكن أن يكون لها آثار جانبية بما في ذلك الحساسية وانخفاض عدد خلايا الدم البيضاء والتهاب البنكرياس والغثيان واختبارات الكبد الغير طبيعية (تسبب في بعض الأحيان الارتباك حول ما إذا كانت النتائج غير طبيعية ناتجة عن التهاب الكبد المناعي الذاتي أو الأدوية المستخدمة لعلاجه). قد يكون هناك خطر متزايد بدرجة صغيرة لحدوث أنواع معينة من السرطان (مثل سرطان الغدد الليمفاوية). ويتم إجراء اختبارات الدم لمراقبة هذا الاحتمال بانتظام أثناء تناول هذه الأدوية.
  • عقار الميكوفينولات له العديد من المخاطر المحتملة ، مثل زيادة خطر الإصابة بالعدوى أو السرطان  كما يمكن أن يسبب عيوب خلقية ولا ينبغي أن يؤخذ أثناء الحمل ، وعلى الرجال والنساء الذين يستخدمون العقاراستخدام طريقتين فعالتين لمنع الحمل (على سبيل المثال الواقي الذكري وحبوب منع الحمل).

مدة استخدام العلاج :

  •  كقاعدة عامة ، يستمر العلاج حتى يدخل المرض في حالة سكون ، أو يفشل العلاج ، أو يصاب الشخص بآثار جانبية شديدة من العلاج.
  • تعنى حالة السكون عدم وجود أعراض واختبارات الكبد تعود للمستويات العادية أو شبه العادية وتتحسن أنسجة الكبد (استنادا إلى الخزعة). وتحدث الفترة الأولية من السكون عموما بعد سنة أو اكثر من بدء العلاج وفى غالبية المرضى يتطلب الدخول فى مرحلة السكون فترة علاج من 18 شهرا إلى ثلاث سنوات من العلاج.
  • يستمر ما يقرب من 50 في المئة من المرضى فى مرحلة سكون أو نشاط خفيف للمرض وقد يستمرالوضع من عدة أشهر إلى سنوات بعد توقف العلاج. ولكن يحتاج معظم المرضى في نهاية المطاف لإعادة استعمال العلاج لحدوث نشاط للمرض من جديد (الانتكاس). ويحدث الانتكاس عادة خلال الأشهر الـ 15 إلى 20 الأولى بعد توقف العلاج. والانتكاس أكثر عرضة للحدوث اذا وجد تليف الكبد فى فحص خزعة الكبد الأولية عند التشخيص.

إذا لم يحتاج المريض لاستخدام الأدوية:

  • يوصى بالمتابعة عن قرب فى حالة عدم الاحتياج للأدوية عند بداية التشخيص وتشمل المتابعة فحصا سريريا واختبارات الدم كل بضعة أشهر مع تتكرار خزعة الكبد كل سنتين على الأقل.

الرعاية الذاتية :

  •  يمكن أن يساعد تناول الأدوية وزيارة الطبيب المعالج بانتظام في ضمان بقاء الكبد بصحة جيدة قدر الإمكان.

النظام الغذائي:

  • لم يظهر أي نظام غذائي معين للحصول على نتائج أفضل مع مرض التهاب الكبد المناعي الذاتي.
  • وأفضل نصيحة هي اتباع نظام غذائي طبيعي وصحي ومتوازن وتجنب السمنة فهى يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني، مما يضيف تعقيدات إلى التهاب الكبد المناعي الذاتي.

الكحول:

  •  يجب تجنب الكحول لأنه يسبب الكبد الدهنية وغيرها من مسببات تلف الكبد وجميع أنواع المشروبات الكحولية يمكن أن تكون ضارة للكبد ومرضى الكبد عرضة لتفاقم حالتهم حتى مع كميات صغيرة من الكحول.

ممارسة الرياضة:

  •  هى جيدة للصحة العامة ولكن ليس لها فائدة محددة للأشخاص الذين يعانون من التهاب الكبد المناعي الذاتي.

الأدوية سواء بوصفة طبية أم من غير:

  • يتعامل الجسم مع العديد من الأدوية عن طريق الكبد ولذلك من الأفضل دائما مراجعة الطبيب المعالج قبل بدء وصفه طبية جديدة. وما لم يكن الكبد يعانى من اصابة مزمنة بالفعل فمعظم الأدوية آمنة. وقد ينصح فى حالة أمراض الكبد النشطة أن يؤخذ جرعة أقل من الدواء.
  • استثناء مهم هو عقار اسيتامينوفين أو بارسيتامول (تايلينول ، باندول وغيرهم من الاسماء التجارية) ، ويستخدم عادة للصداع ، وغيرها من الأوجاع والآلام ، والحمى حيث لايجب زياده الجرعة اليومية عن 2000 ملجم مقسمة على مدار اليوم.

الأدوية العشبية:

  •  لم يثبت لأي عشب أو مزيج من الأعشاب قادر على تحسين الحالة في التهاب الكبد المناعي الذاتي ، على العكس بعض الأعشاب يمكن أن تسبب تلف شديد للكبد أو تسببت في إحداث التهاب الكبد المناعى الذاتى. لهذا لا ينصح حاليا بأي علاج عشبي.

الحمل والتهاب الكبد المناعي الذاتي:

  •  يمكن أيحدث حمل فى النساء اللواتي يعالجن من التهاب الكبد المناعي الذاتي وعادة ما يكون العلاج مكون من الكورتيزونات أو الأزيثيوبرين أو كلاهما على الأرجح آمن أثناء الحمل ، ويمكن أن يؤدي وقف العلاج أثناء الحمل إلى انتكاسة المرض ولا ينصح به عادة.
  • ومع ذلك ، قد يكون لدى أطفال النساء المصابات بالتهاب الكبد المناعي الذاتي خطر متزايد بحدوث الولادة المبكرة أوانخفاض الوزن عند الولادة ، أومشاكل الجنين الأخرى.
  • وينبغي متابعة النساء بعناية أثناء الحمل وبعد الولادة لعدة أشهر بسبب خطر حدوث انتكاسة للمرض.

مسار المرض على المدى الطويل:

  • اذا ترك التهاب الكبد المناعي الذاتي دون علاج فيمكن أن يسبب تندب الكبد ويؤدي في نهاية المطاف إلى تليف وفشل الكبد. ويمكن للعلاج المناسب منع تندب وتليف الكبد في معظم المرضى بل ويمكن أن يفيد العلاج حتى لو بدأ بعد حدوث التندب المتقدم أو تليف الكبد ، فالعلاج يؤدي إلى وقف تطور التندب الى تليف وفي بعض الأحيان يمكن عكس الندبات.
  • حوالي 10 إلى 40 في المئة من الأشخاص يدخلون فى فترات سكون ويمكن وقف الأدوية ويستمر المرض فى حوالي 50 في المئة على هذه الحاله دون علاج بينما تحدث دورات نشاط للمرض عند الباقى فيحتاج الامر إما الى علاج مستمر أو دورات إضافية من الأدوية لعلاج المرض من حين لأخر.

بقلم أ.د/خالد زغلول درويش 

أستاذ الكبد والجهاز الهضمي والمناظير - زميل جامعة سينسناتي الأمريكية